
اكتشف عدد من الباحثين بجامعة كيل الألمانية جين مسؤول عن إصابة الإنسان بأعراض الشيخوخة مثل الضعف وترهل الجلد وبياض الشعر، وذلك يأتي بعد دراسة حيوان الهيدرا، الذي لا يكاد حجمه يتجاوز سنتيمتراً واحداً والذي يعيش مئات السنين، حيث كرّس الباحثون وقتهم لدراسة الجينات البشرية، فقام عام 2009 بدراسة المورث الجيني أو ما يعرف بالجينوم لدى 388 من المعمرين، الذين ناهز عمرهم المائة سنة. واكتشف العلماء خلال دراستهم أن ما يسمى ب"جين فوكسو آي 3" (أو جين ميثوسيلم) نشط لدى المشاركين في الدراسة بشكل ملفت للنظر
وشكلت حيوانات الهيدرا محور أبحاث الفريق طوال مشواره العلمي، حيث يقول البروفسور توماس بوش، أستاذ علوم البيولوجيا في جامعة كيل الألمانية: "إنها حيوانات يبلغ عمرها 550 مليون سنة! إنها خالدة لا تموت"، بينما تدرس طالبة الدكتوراه آنا- ماري بوم منذ فترة طويلة الهيدرا، وهو من "الجوفمعويات"، التي هي من اللافقاريات التي تعيش في المياه العذبة.
وتمتلك الهيدرا خلايا جذعية خاصة بها تنقسم بشكل دائم ومنتظم لا ينتهي أبدا. ولكن الأمر يختلف لدى الإنسان وغالبية الكائنات الحية الأخرى. ذلك أن عملية انقسام الخلايا الجذعية تتقلص بمرور الوقت وهذا ما يؤدي إلى الشيخوخة، وتستخدم المختصة في الميكرو بيولوجيا في تجاربها الجوفمعويات التي أدخلت تغييرات على تركيبتها الجينية عن طريق استئصال "جين فوكسو" منها. وتقوم الباحثة بوضعها فيما بعد مع أجنة الهيدرا. من خلال هذه العملية يتم إدخال تغييرات تجريبية على هذه الأجنة. بإمكاننا بهذه الطريقة تقوية جينات معينة أو تعطيلها.